ما هذا الوهم ااذي نعيشه ؟ ما هذه الأحلام التي رسمناها كواقعنا و عايشناها ك حقيقة ؟ ما هذا البؤس و اليأس الذي جعلنا جثثا بلا روح ؟ أيعقل ان نعيش شبابنا ك الشيوخ ؟ أيعقل ان نرتمي ساجدين طالبين الموت عوض العيش؟ لا أدري اي خطأ قد ارتكبناه حتى عشنا و نعيش لحظات من الأسى و العذاب ، لا شيء يدوم حقا لا شيء يدوم ،في فترة من الفترات قلنا أن الشباب سبيلنا للنجاة من طغيان الطفولة و حكم الناس علينا ، قلنا سنجد استقلالية مفرطة ، سنجد حرية تجعل منا واعين قادرين على تحمل مسؤوليتنا بنفسنا ، لكن هيهات ثم هيهات ! والله ما وجدنا غير القمع و الخيبات، ما وجدنا سوى الاقنعة المتغيرة حسب الرغبة و حسب تلبية الطلب ، ما وجدنا غير غدر الاصحاب و خيانة الاقارب ، ما وجدنا سوى الوحدة و العتمة المظلمة ، ما وجدنا سوى صحراء قاحلة رمالها  تجرنا للهاوية و شمسها تحرقنا و الافاعي تلتوي حول رقباتنا ، قمة الألم اننا نعيش شبابنا بصحة شبه منعدمة و طاقة سلبية تسرق كل يوم منا احلاما و أمنيات تبخرت مع حرارة الاوهام ، قلبي تحطم كشظايا الزجاج و أصبح من اقترب منه يتأذى ليس رغبة مني لكنه يحمي نفسه من الانكسار مجددا ، عقلي هذا يؤنبني كل ليلة و صباح يصيبني بشلل في التفكير كلما حاولت النهوض و قلب الصفحة ، يذكرني بآلامي تلك التي قضيتها مذ طفولتي الى لحظتي الآن وانا أدون كلماتي هذه ، عقل يجعل مني اضحوكة للآخرين ، يجعلني ضحية عشق خبيث ، يجعلني بهلوانا للصداقة ، يجعلني مجنونة ثقة ، يجعلني غبية الاغبياء ،اتدرون ما الاسوء انني لم اتغير ! لازلت ساذجة مخلصة لعشقي الذي يملؤه الكبرياء ، لصداقات اعلم انها مزيفة ، لثقتي رغم انني اكذب كل شيء و اشكك بكل شيء ، لكني لم اتغير من داخلي ، باطني لازال بريئا نظيفا مثل ايامي الماضية ، فقط تجاعيد الشيخوخة المبكرة قد توالت على وجهي و جعلتني اخترق قوانين النضج قبل اوانه و ارسل من كان حولي بدعوى الرغبة بالوحدة وانا وحدتي قتلتني حقا سرقتني مني و سرقت كل ما املك ، جعلتني سجينة افكاري فقط ، اعيش بكل حركاتي المزيفة كي لا يجعلوني احس بالضعف ، كي لا يكسروني اكثر رغم انكسار اجنحتي ، إنها جروح لا يشفيها طبيب و لا يعقمها دواء ، جروح قد بنيت عليها صدمات و كدمات اسمنتها قد خلط بدموع الالم و نوافدها من فولاذ .